الموقع الرسمي

للأستاذ عبدالله الشريف

Twitter

المهنة السامية

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على رسول الله محمد خير معلم للإنسانية عامة، وبعد:

فإن عملية التخطيط الجيد مطلب مهم وضروري في عصرنا الحالي، وعملية حسن الاختيار تكاد تساويها في الأهمية، لذلك أحببنا أن نطل على جميع الإخوة في المديان التربوي من خلال هذه النوافذالغشرافية والتي حملناها كثيراً من الحب والتقدير لجميع العاملين في ميدان التربية والتعليم وهي في عددها الاول أردنا أن نفتح من خلالها نافذة مطلة على (مهنة التعليم). لذلك فإن اختيار المهنة يجب أن يكون بدقة وعناية ووعي تام، فمهنة التعليم هي مهنة الرسل والمهنة السامية وهي رسالة مهمة في المجتمعات أكثر من كونها مهنة.

فيجب ألا يكون اختيار مهنة التعليم وليد الصدفة أو نتيجة لعدم التوفيق في اختيار مهنة أخرى، لأن ذلك سيجعل المعلم دائم النفور من مهنته وكارهاً لها وعديم القدرة على العطاء فيها.

وفي الواقع إن مسؤولية اختيار المهنة تقع على كاهل المدرسة والمجتمع والسلطات القيادية للتعليم بالإضافة إلى المعلم نفسه فهو الإنسان الذي لم يرغمه أحد على أن يصبح معلماً في أي مرحلة تعليمية.

ولكون المعلم هو المسؤول الذي اختار مهنة الأنبياء فقط أصبح لزاماً عليه أن ينمي نفسه ويطورها لخدمة المهنة التي ستلازمه مدى حياته وينبني عليها قيام الأمم والمجتمعات والحضارات.

فعليه أن يعد العدة لذلك من حيث التخطيط والإعداد الحسن والتصور الشامل والواعي لمسيرته وأن يرسم لنفسه خطوطاً مضيئة تطويرية تجعله معلماً مبتكراً ومبدعاً بدلاً من متبع وملقن. فالاتباع لا يجعل له شخصية متميزة ومؤثرة في طلابه ومجتمعه. فكل يوم يمر على المعلم يعتبر تقييماً للأمس، وتقويماً وتخطيطاً للغد. ولا ينحصر ذلك في الحياة العملية فقط بل يتعدى ذلك إلى حياته الاجتماعية.

ويبقى الأمل في جميع الإخوة العاملين في الميدان التربوي ألا يكون جل اهتمامهم الشهادة والوظيفة والمادة فقط، بل عليهم أن يغيروا نظتهم تجاة المهنة بالإيجاب وأن يستفيدوا ممن سبقهم في الحقل التربوي وأن يفتحوا لأنفسهم آفاقاً مليئة بالخبرات والإضافات الذاتية لهذه الخبرات وأن يسهموا في بناء مجتمعاتهم ويكونوا أكثر فاعلية وعطاء لإعداد الكفاءات المتميزة، وأن يخلصوا لمهنة التعليم تنفيذاً وقيادة.